
كشف إعلان الحراك الجماهيري، اليوم الاثنين، في مدينة الناصرية التابعة لمحافظة ذي قار العراقية السيطرة على ساحة الحبوبي بالمدينة، وانضمام عناصر من الجيش لهم، عن أن هدوء الأيام الماضية لم يكن سوى نار تحت الرماد، وأن التضحيات التي قدموها في الشهور الماضية مازالت وقودا للتغيير.. فهل تحمل الناصريه لواء التغيير في الأشهر القادمة؟
يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، السفير السابق في الخارجية العراقية، الدكتور قيس النوري، إن "عودة الاحتجاج في مدينة الناصرية تأكيد على استمرارية رفض الشارع العراقي لسياسات حكومة المنطقة الخضراء، وتأكيد على أصالة وعمق الحراك الشعبي وفشل السياسات والإجراءات الترقيعية لاحتواء الغضب ورفض الشارع لها".
وتابع النوري: لذلك فإن حراك مدينة الناصرية إنما هو تعبير عن موقف شعبي يمثل كل مدن العراق، وهو مرشح لأن يعيد للحراك في بغداد وباقي المدن العراقية الأخرى زخمه السابق، الذي واجه عنف السلطة التي لم تتورع في استخدام الرصاص الحي في محاولة احتوائه، وأسفر عن سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى.
وأكد أن الناصرية اليوم تعبر برمزية عالية عن ثورة شعبية سلمية فريدة تتحدى ببطولة نادرة قمع سلطة دموية، هذه الثورة بهذا الإصرار النادر وبرغم التضحيات الجسمية لا بد لها من الانتصار على القوى الظلامية الفاسدة.
التغيير الشامل
وأشار الخبير الأمني إلى أن معظم السياسيين الكبار من البعثيين والشيوعيين والقوميين العرب كانوا من الناصرية، تلك المدينة التابعة لمحافظة ذي قار ذات الدلالة من حيث الاسم ولم يتحرش بها أي من الأنظمة السابقة، فهى مجتمع قومي عروبي و له خصوصية ثقافية وعشائرية متنوعة.
و تمكن متظاهرون عراقيون من السيطرة على ساحة الحبّوبي، بمدينة الناصرية في محافظة ذي قار، عقب صدامات مع الأجهزة الأمنية، التي حاولت منعهم من الوصول إلى الساحة.
وانطلقت من قرب الساحة، والمناطق القريبة منها، احتجاجاً على اعتقال الناشطين، والتضييق الحاصل في الساحة، قبل أن تتحول إلى صدامات مع القوات الأمنية، التي أطلقت الرصاص الحي في الهواء لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ساحة الحبّوبي.
وتشهد المحافظة منذ يومين احتجاجات واسعة، للتنديد باعتقال السلطات المحلية الناشط في الاحتجاجات الشعبية إحسان أبو كوثر، وملاحقة آخرين.
وأعلنت وزارة الصحة والبيئة، أمس السبت، إرسال جرحى التظاهرات من الحالات المعقدة للعلاج خارج العراق.
لا توجد تعليقات